مجلس: في قوله تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} [الحجرات: ١٣]
اختلف العلماء رحمهم الله في معنى التقوى وحقيقة المتقى.
فالمنقول عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "جماع التقوى في قوله عز وجل: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} [النحل: ٩٠].
وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: المتقى الذي يتقى الشرك والكبائر والفواحش.
وقال ابن عمر -رضي الله عنهما-: التقوى ألا ترى نفسك خيرًا من أحد.
وقال الحسن رحمه الله: المتقى هو الذي يقول لكل من رآه هذا خير مني.
وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لكعب الأحبار: حدثني عن التقوى، قال: هل أخذت طريقًا ذا شوك؟ قال: نعم، قال: فما عملت فيه؟ فقال: حذرت وشمرت، قال كعب: كذلك التقوى.
فنظمه الشاعر:
خل الذنوب صغيرها ... وكبيرها فهو التقى
واصنع كماش فوق أر ... ض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة ... إن الجبال من الحصى
وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى: ليس التقى صيام النهار وقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك، ولكن التقوى ترك ما حرم الله وأداء ما افترض الله، فما رزق الله بعد ذلك فهو خير إلى خير.
وقيل ليطلق بن حبيب: أجمل لنا التقوى، فقال: التقوى عمل بطاعة الله على نور من الله رجاء لثواب الله حياء من الله.
وقيل: التقوى: ترك معصية الله على نور من الله مخافة عقاب الله.
وقال بكر بن عبد الله رحمه الله: لا يكون الرجل تقيًا حتى يكون نفي المطعم وتقي الغضب.