وإن زاد على ذلك جار، ثم يمر يده على وجهه في إحدى الروايتين، والأخرى يمرها على صدره، فإن كان إماماً في شهر رمضان قال في جميعها: بالنون والألف أهدنا وعافنا ... إلى آخر الدعاء.
(فصل) وإذا كان ممن يصلي بالليل وغلبه النعاس، فالأولى له أن ينام.
لما روى في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا نعس أحدكم وهو في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإنه إذا صلى وهو ينعس لعله يذهب ليستغفر فيسب نفسه".
وعن عبد العزيز بن صهيب عن أنس رضي الله عنه قال:"دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسجد وحبل ممدود بين الساريتين، فقال: ما هذا؟ فقالوا: هو لزينب تصلى، فإذا كسئت أو فترت أمسكت به، فقال: حلوة، ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: يصلي أحدكم نشاطه، فإذا كسل أو فتر فليقعد".
وعن عروة عن عائشة رضي الله عنها "أنها كانت عندها امرأة من بني أسد، فدخل النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "من هذه؟ قالت: هذه فلانة لا تنام الليل، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: عليكم بالذي تطيقون من العمل، فوالله لا يمل الله عز وجل حتى تملوا".
قالت: وأحب العمل إلى الله تعالى الذي يداوم عليه صاحبه وإن قل، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أمرهم بما يطيقون من العمل يقولون: يا رسول الله إنا لسنا كهيئتك، إن الله عز وجل قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فيغضب حتى يعرف في وجهه، فالسنة في حق من غلبة النوم حتى شغله عن الصلاة والذكر أن ينام حتى يذهب عنه ثقل النوم، وينسبط للعبادة ويعقل ما يقول.
وروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يكره النوم قاعداً.
وفي الخبر: "لا تكابدوا الليل".
وقد كان من الصالحين من يمهد لنفسه النوم ليتقوى بذلك على أوسط الليل، ومنهم