اتصف بها استحق البشارة واسم الإيمان بقوله: {وبشر المؤمنين} [التوبة: ١١٢].
(فصل) والذي عنه التوبة من الذنوب كبائر وصغائر:
أما الكبائر: فقد اختلف فيها العلماء، فقيل: هي ثلاث، وقيل أربع، وقيل سبع، وقيل تسع، وقيل إحدى عشرة.
وكان ابن عباس -رضي الله عنهما- إذا بلغه قول ابن عمر -رضي الله عنهما-: الكبائر سبع يقول: هي إلى سبعين أقرب منها إلى سبعة.
وكان يقول: كل ما نهى الله عنه فهو كبيرة.
وقيل: إنها مبهمة لا يعرف عددها كليلة القدر وساعة يوم الجمعة، ليعظم جد الناس في طلبها، فكذلك الكبائر ليشتد حذر الناس في ترك الذنوب كلها.
وقيل: كل ما أوعد الله عليه بالنار فهو كبيرة.
وقيل: كل ما أوجب الحد في الدنيا فهو كبيرة.
وقد جمعها بعض العلماء بالله -عز وجل- فقال: هي سبع عشرة:
أربع في القلب وهي: الشرك بالله، والإصرار على معصية الله، والقنوط من رحمة الله، والأمن من مكر الله.
وأربع في اللسان وهي: شهادة الزور، وقذف المحصن، واليمين الغموس وهي التي يحق بها باطل ويبطل بها حق أو يقطع بها مال امرئ مسلم باطلًا ولو سواكًا من أراك، والسحر.
وثلاث في البطن وهي: شرب الخمر والمسكر من كل شراب، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا وهو يعلم به.
واثنتان في الفرج وهما: الزنا واللواطة.
واثنتان في اليدين هما: القتل، والسرقة.
وواحدة في الرجلين وهي: الفرار من الزحف، الواحد من الاثنين، والعشرة من العشرين، والمائة من المائتين.
وواحدة في جميع الجسد كله وهي: عقوق الوالدين، وهو ألا تبر قسمهما إذا أقسما عليك، وأن تضربهما إذا سباك، وألا تعطيهما إذا سألاك، وألا تطعمهما إذا جاعا واستطعماك.