للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصول فيما يفعل بمن حضره الموت وكيفية غسله وتكفينه وتحنيطه ودفنه]

(فصل) يستحب لكل مؤمن موقن بالموت عاقل محصل أن يكثر ذكر الموت.

ويستعد له، ويكون على أهبة وترقب بتجديد التوبة كل ساعة، ومحاسبة نفسه والخروج من المظالم والديون، وكتب وصية معدة، ولا يكون غافلاً عن هذا الأمر المتيقن العام الشامل في حق جميع الأنام، الذي لابد من مجيئه وقدومه، وهو كأس لابد من شربه.

وإنما قلنا يستحب له ذلك لما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "أكثروا من ذكر هادم اللذات".

وفي لفظ آخر "أكثروا ذكر الموت فإنكم إن ذكرتموه في غنى كدره عليكم، وإن ذكرتموه في ضيق وسعه عليكم".

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "أتدرون أي الناس أكيس وأحزم؟ أكيسهم أكثرهم ذكراً للموت، وأحزمهم أكثرهم استعداداً له، قالوا: يا رسول الله وما علامة ذلك؟، قال: التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود".

وقال لقمان -عليه السلام- لابنه: يا بني لا تؤخر التوبة إلى غد، فإن الموت يأتيك بغتة.

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما حق امرئ له مال أن يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده".

وجاء في الحديث "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا".

وقال عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اعمل

<<  <  ج: ص:  >  >>