السلام -في ست ليال مضين من رمضان، وأنزل إنجيل عيسى -عليه السلام -في ثلاثة عشرة ليلة مضت من شهر رمضان، وأنزل زبور داود -عليه السلام -في ثماني عشرة ليلة مضت من شهر رمضان، وأنزل الفرقان على محمد -صلى الله عليه وسلم -في الرابعة والعشرين من شهر رمضان" ثم وصف -عز وجل -القرآن فقال:{هدى للناس} [البقرة: ١٨٥} من الضلالة {وبينات}[البقرة: ١٨٥] من الحلال والحرام والحدود والأحكام {من الهدى والفرقان}[البقرة: ١٨٥] يفصل بين الحق والباطل.
[(فصل: فيما يختص بشهر رمضان من الفضائل)]
أخبرني أبو نصر عن والده، قال: أنبأنا ابن الفارس، قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الجلودى النيسابورى، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: أنبأنا علي بن حجر السعدى، قال: أنبأنا يوسف بن زياد، قال: أخبرنا همام بن يحيى عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب عن سلمان -رضي الله عنه -قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم -في آخر يوم من شعبان فقال: "أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعًا، من تقرب فيه بخصلة من الخير أو أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزاد به في رزق المؤمن، فمن فطر فيه صائمًا كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء، قالوا: ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم، قال: يعطى الله هذا الثوب لمن فطر صائمًا على تمرة أو على شربة ماء أو مذقة لبن، وهو شهر أوله رحمة ووسطه مغفرة وآخره عتق من النار، فمن خفف عن مملوكه فيه غفر الله له وأعتقه من النار، فاستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتان ترضون بهما ربكم، وخصلتان لا غنى لكم عنهما.
فالخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأما اللتان لا غنى لكم عنهما: فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار، ومن أشبع فيه صائمًا سقاه الله تعالى من حوضي شربة لا يظمأ بعدها أبدًا".