وكذلك عن كعب الأحبار "من صلى بعد العشاء الآخرة أربع ركعات بقراءة حسنة، كان له من الأجر مثل ليلة القدر" يعني كأنما صلاها في ليلة القدر.
وأخبرنا أبو نصر عن والده، بإسناده عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى ركعتين بعد العشاء الآخرة يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب، وعشرين مرة {قل هو الله أحد ....}، بنى الله له قصرين في الجنة يتراءهما أهل الجنة".
(فصل) وأما الوتر فالأفضل فيه آخر الليل.
لما تقدم من فضل قيام آخر الليل.
وما روى عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن رجلاً سأله عن قيام الليل فقال: مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح فواحدة توتر لك ما قبلها".
وكان عمر الفاروق رضي الله عنه يوتر في آخر الليل، وأبو بكر الصديق رضي الله عنه يوتر في أول الليل، فسألهما النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال لأبي بكر رضي الله عنه: "متى توتر؟ فقال: أول الليل قبل أن أنام، وقال لعمر رضي الله عنه: متى توتر؟ فقال: من آخر الليل، فقال -صلى الله عليه وسلم- عن أبي بكر رضي الله عنه: حذر هذا، وقال عن عمر رضي الله عنه: قوى هذا".
وقد روى عن عمر رضي الله عنه أنه قال: إن الأكياس يوترون أول الليل، وإن الأقوياء يوترون آخر الليل وهو أفضل.
وقيل: بل أول الليل أفضل لفعل أبي بكر رضي الله عنه، وما روى عن عثمان رضي الله عنه أنه قال أما أنا فأوتر أول الليل، فإذا استيقظت صليت ركعة شفعت بها وترى، فما شبهتها إلا بالغريبة من الإبل ضممتها إلى أخواتها، ثم أوترت في آخر صلاتي.