فقد سئل أحمد بن حنبل رحمه الله فقال: أما أنا فلا أفعلهما، وإن فعلهما رجل لم يكن به بأس.
وسئل ابن عمر رضي الله عنهما عن صلاتهما فقال. ما رأيت أحداً على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصليهما ولم ينه ابن عمر عنهما.
وروى عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:"كنا نصلي على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد غروب الشمس قبل صلاة المغرب ركعتين، فقلت له: هل كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاهما، فقال: قد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرانا نصليها فلا يأمرنا ولا ينهانا".
وقال إبراهيم النخعي رحمه الله: قد كان بالكوفة خيار أصحاب رسول اله -صلى الله عليه وسلم- على ابن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر وأبو مسعود الأنصاري وغيرهم رضي الله عنهم، فما رأيت أحداً منهم يصلي قبل المغرب، وما صلى هاتين الركعتين أبو بكر ولا عمر ولا عثمان رضي الله عنهم.
[(فصل آخر) في ذكر ما ورد فعله بين العشاءين]
ورؤية فاعله للنبي -صلى الله عليه وسلم- ببركة فعله ذلك في المنام وغير ذلك من الثواب
عن عبد الرحمن بن حبيب الحارثي البصري، عن سعيد بن سعد بن أبي طيبة كرز ابن وبرة الحارثي رحمه الله، وكان من الأبدال، قال: أتاني أخ لي من أهل الشام فأهدى لي هدية وقال لي: أقبل مني هذه الهدية يا كرز فإنها نعم الهدية، قال: فقلت: يا أخي ومن أهدى إليك هذه الهدية؟ قال: أعطانيها إبراهيم التيمي رحمه الله تعالى، قال: فقلت: فهل سألت إبراهيم من أعطاه هذه العطية، قال: بلى.
قال لي: كنت جالسً في قبالة الكعبة وأنا في التهليل والتسبيح والتحميد، فجاءني رجل فسلم على وجلس عن يميني، فلم أر في زماني أحسن منه وجهاً ولا أحسن منه ثياباً ولا أطيب منه ريحاً ولا أشد منه بياضاً، فقلت: يا عبد الله من أنت ومن أين جئت وما أنت؟ فقال: أنا الخضر جئت للسلام عليك وحباً لك في الله، وعندي هدية