قال الله تعالى:{إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله ...} إلى قوله: {منها أربعة حرم}[التوبة: ٣٦] وقد تقدم ذكر ذلك.
وإن منها المحرم، فهذا الشهر من الأشهر المحرمة عند الله تعالى، وفيه يوم عاشوراء الذي عظم الله تعالى أجر من أطاعه فيه.
من ذلك ما أخبرنا به أبو نصر عن والده، بإسناده عن مجاهد عن ابن عباس -رضي الله عنهما -قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: "من صام يومًا من المحرم فله بكل يوم ثلاثون يومًا".
ومن ذلك ما روى عن ميمون بن مهران عن ابن عباس -رضي الله عنهما -قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: "من صام يوم عاشوراء من المحرم أعطى ثواب عشرة آلاف ملك، ومن صام يوم عاشوراء من المحرم أعطى ثواب عشرة آلاف شهيد وثواب عشرة آلاف حاج ومعتمر، ومن مسح بيده على رأس يتيم يوم عاشوراء رفع الله تعالى له بكل شعرة على رأسه درجة في الجنة، ومن فطر مؤمنًا ليلة عاشوراء فكأنما أفطر عنده جميع أمة محمد -صلى الله عليه وسلم -وأشبع بطونهم.
قالوا: يا رسول الله لقد فضل الله تعالى يوم عاشوراء على سائر الأيام؟ قال -صلى الله عليه وسلم -: نعم خلق الله تعالى السموات في يوم عاشوراء، وخلق الجبال يوم عاشوراء، وخلق البحار يوم عاشوراء، وخلق القلم يوم عاشوراء، وخلق اللوح يوم عاشوراء، وخلق آدم يوم عاشوراء، وأدخله الجنة يوم عاشوراء، وولد إبراهيم -عليه السلام -يوم عاشوراء، ونجاه الله من النار يوم عاشوراء، وفدى ابنه من الذبح يوم عاشوراء، وأغرق فرعون يوم عاشوراء، وكشف الله تعالى البلاء عن أيوب يوم عاشوراء، وتاب الله تعالى على آدم يوم عاشوراء، وغفر الله تعالى ذنب داود -عليه السلام -يوم عاشوراء، وولد عيسى يوم عاشوراء، ويوم القيامة في يوم عاشوراء".