والأصل فيه أن آدم -عليه السلام -لما أمر بالحج فوقف بعرفات يوم عرفة، فقال:{ربنا ظلمنا أنفسنا}[الأعراف: ٣٣].
وقيل: هي مأخوذة من العرف وهو الطيب، قال الله -عز وجل -: {عرفها لهم}[محمد: ٦] أي طيبها.
وقيل: هي ضد منى، لأن منى موضع يمنى فيه الدم، أي يصب، ولذلك سميت منى، ففيه تكون الفروث والدماء، فهي ليست بطيبة، وعرفات ليست فيها تلك الأقذار فهي طيبة، فلذلك سميت عرفات، ويوم الوقوف بها يوم عرفة.
وقيل: لأن الناس يتعارفون بها.
وقيل: أصل هذين الاسمين من الصبر، يقال: رجل عارف: إذا كان صابرًا خاضعًا خاشعًا.
ويقال في المثل:"النفس عروف وما حملتها تتحمل".
وقال ذو الرمة:
"عروف لما حطت عليه المقادير"
أي صبور على قضاء الله، فسمى بهذا الاسم لخضوع الحاج وتذللهم وصبرهم على الدعاء وأنواع البلاء، واحتمال الشدائد والمشاق لإقامة هذه العبادة.
[(فصل: في شرف يوم عرفة وليلته)]
أخبرنا هبة الله بن المبارك، قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أنبأنا أبو علي بن الصواف، أنبأنا عبد الله بن محمد بن ناجية، أنبأنا عمر بن حفص أبو عمرو، أنبأنا محمد بن مروان، أنبأنا هشام الدستوائى، عن أبى الزبير عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما -قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: "ما من يوم أفضل من يوم عرفة، يباهى الله تعالى فيه بأهل الأرض أهل السماء، يقول: انظروا إلى عبادي شعثًا غبرًا جاءوني من كل فج عميق، يرجون رحمتي ويخافون عذابي، فلم ير يوم أكثر عتقًا من النار من يوم عرفة".
وأخبرنا هبة الله عن أبى محمد الحسن بن محمد بن أحمد الفارسي بإسناده عن