الجمعة؟ فقال: أولم ترنى يا رسول الله؟ قال -صلى الله عليه وسلم -: رأيتك تلبثت وآذيت" أي تأخرت عن البكور، وآذيت الحضور.
وفي حديث آخر قال النبي -صلى الله عليه وسلم -: "ما منعك اليوم أن تجمع؟ قال: يا نبي الله قد جمعت، قال -صلى الله عليه وسلم -: أولم أرك تتخطى رقاب الناس".
وقد قيل: إن من فعل ذلك جعل جسرًا يوم القيامة على جهنم يتخطاه الناس.
ولا تمرن بين يدى المصلى، لأن في الخبر "لأن يقف أحدكم أربعين سنة خير له من أن يمر بين يدى المصلى".
وفي لفظ آخر "لأن يكون الرجل رمادًا تذروه الرياح خير له من أن يمر بين يدي المصلى".
ولا يقيمن أحدًا من موضعه ويجلس مكانه، لما روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم -أنه قال: "لا يقيمن أحدكم أخاه من مجلسه ثم يجلس فيه".
وكان ابن عمر -رضي الله عنهما -إذا قام له الرجل من مجلسه لم يجلس فيه حتى يعود إليه.
وإن رأى بين يديه فرجة فهل يجوز له أن يتخطى رقاب الناس فيجلس فيها؟ على روايتين عند إمامنا أحمد -رحمه الله تعالى -، فإن قدم صاحبًا له فجلس في موضعه، فإذا جلس هناك جاز وإن بسط له شيئًا فهل لغيره أن يرفعه ويجلس هناك؟ على وجهين عند أصحابنا.
ويجتهد أن يدنو من الإمام فينصت إلى الخطبة فلا يتكلم، فإن تكلم أثم في إحدى الروايتين، ولا يحرم الكلام قبل الشروع في الخطبة وبعد الفراغ منها.
(فصل) أخبرنا الشيخ أبو نصر عن والده، قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن عمر الفقيه الشافعي -رحمه الله تعالى -، قال: حدثنا حبيب بن الحسن القزاز، قال: حدثنا