للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السكينة والوقار خاشعًا متواضعًا مخبتًا مفتقرًا مكثرًا من الدعاء والاستغفار، والصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، وينوى بخروجه زيارة مولاه في بيته والتقرب إلى الله تعالى بأداء فرائضه، والعكوف في المسجد إلى حين انقلابه إلى بيته، وينوى كف جوارحه عن اللهو واللغو في الطريق والجامع، وليترك راحته يوم الجمعة وحظوظ دنياه، وليواصل الأوراد والعبادة فيه، فيجعل أول نهاره إلى انقضاء صلاة الجمعة للخدمة، ثم يجعل وسط النهار إلى صلاة العصر لاستماع العلم ومجالس الذكر، وبعد صلاة العصر إلى غروب الشمس للتسبيح والاستغفار، وأفضل ما يشتغل به في هذا الوقت وفي كل يوم وليلة من الأذكار أن يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، مائتي مرة، سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة، لا إله إلا الله الملك الحق المبين مائة مرة، اللهم صل على محمد عبدك ورسولك النبي الأمي مائة مرة وأستغفر الله العظيم الحي القيوم وأسأله التوبة مائة مرة، وما شاء الله لا قوة إلا بالله مائة مرة فذلك سبعمائة مرة من أنواع الأذكار.

وقد نقل عن بعض الصحابة -رضي الله عنهم -، أنه كان يسبح في كل يوم اثنى عشر ألف تسبيحة، وعن بعض التابعين أنه كان يسبح كل يوم ثلاثين ألفًا، كل قد علم صلاته وتسبيحه، فاحذر أن تكون من المحرومين، فلا تذكر ولا تذكر، والمؤمن أولاً يكون ذاكرًا لله -عز وجل -، ثم مذكورًا له، قال الله تعالى: {فاذكروني أذكركم} البقرة: ١٥٢].

وأما قبل الصلاة فلا يستحب له حضور القاص، لأن القصص بدعة وكان ابن عمر وغيره من الصحابة -رضي الله عنهم -يخرجون القصاص من الجامع، اللهم إلا أن يكون عالمًا بالله تعالى من أهل المعرفة واليقين، فيكون حضور مجلسه أفضل من صلاته لحديث أبى ذر -رضي الله عنه -: "حضور مجلس العلم أفضل من صلاة ألف ركعة".

وفي حديث آخر: "لئن يتعلم أحدكم بابًا من العلم أو يعلمه خير له من صلاة ألف ركعة".

وإذا أتى الجامع لا يتخطى رقاب الناس إلا أن يكون إمامًا أو مؤذنًا، لما روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم -أنه قال لرجل رآه يتخطى رقاب الناس: "يا فلان ما منعك أن تصلي معنا

<<  <  ج: ص:  >  >>