ويستحب العكوف في المسجد بين الظهر والعصر للصلاة والذكر، ليجمع بين الاعتكاف والانتظار للصلاة، وقد كان ذلك دأب السلف، إلا أن يكون قد فاته النوم قبل الزوال، فلينم في هذه الساعة ليتقوى به على قيام الليل، فإن نومه قبل الظهر لليلة الماضية وبعد الظهر لليلة المستقبلة.
ولا يستحب أن يزيد في النوم على ثمان ساعات، وقيل إن نقص في النوم عن هذا المقدار اضطرب بدنه، لأن النوم قوت البدن وراحته.
وحدثنا أبو نصر عن والده، بإسناده عن سهيل عن أيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"من صلى اثنتي عشرة ركعة كل يوم بنى الله له بيتاً في الجنة، اثنتين قبل الفجر، وأربعاً قبل الظهر، واثنتين قبل الظهر، واثنتين قبل العصر، واثنتين بعد المغرب".
وعن سعيد بن المسيب عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يزال المصلون لأربع قبل العصر حتى يغفر الله لهم مغفرة حتماً"ز
(فصل) وقد ورد حديث جامع للنوافل في هذه الأوقات، وهو ما حدثنا به أبو نصر عن والده، قال: حدثنا محمد بن أحمد الحافظ، قال: حدثنا محمد بن بدر الحمامي، قال: حدثنا حماد بن مدرك، قال: حدثنا عثمان بن عبد الله الشامي، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم، عن عبد الله بن أبي سعيد عن طاوس، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى بعد المغرب أربع ركعات قبل أن يكلم أحداً رفعت له في عليين، وكان كمن أدرك ليلة القدر في المسجد الأقصى".
يعني مسجد بيت المقدس "وهي خير من قيام نصف ليلة"، وهي قول الله تبارك وتعالى:{كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون}[الداريات: ١٧]، وهي قول الله تعالى:{تتجافى جنوبهم عن المضاجع}[السجدة: ١٦]، وهي قول الله تعالى:{ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها}[القصص: ١٥].