لما روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله تعالى عنهم قال:«إن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن نتف الشيب، وقال: إنه نور الإسلام».
وفي لفظ آخر قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تنتفوا الشيب، ما من مسلم ألبس شيبة في الإسلام إلا كانت له نورًا يوم القيامة»، وفي حديث يحيى:«إلا كتب الله تعالى له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة».
فقد روي في بعض التفاسير في قوله عز وجل:{وجاءكم النذير}[فاطر: ٣٧] أنه هو الشيب، فكيف يجوز إزالة النذير بالموت، والمذكر به، والناهي عن الشهوات واللذات، والكاف عنها المحث على التأهب والتجهز، للآخرة، وعمارة دار البقاء؟ ومع ذلك يكون مقاومًا للقدر، كارهًا لفعل الله تعالى به، وغير راض بقضائه عز وجل، مؤثرًا للشباب والطراوة والبقاء على حداثة السن، زاهدًا في الوقار والحرمة والتقمص بنور الإسلام وخلقة إبراهيم خليل الرحمن، لأنه روي في بعض الكتب:«إن أول من شاب في الإسلام إبراهيم الخليل عليه السلام».
وروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:«إن الله يستحي من ذي الشيبة» يعني من عذابه.
(فصل: ويستحب تقليم الأظفار يوم الجمعة)
ويكون مخالفًا بينها في الترتيب، لما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:«من قص أظفاره مخالفًا لم ير في عينيه رمدًا».
وفي حديث حميد بن عبد الرحمن عن أبيه «من قص أظفاره يوم الجمعة دخل فيه شفاء وخرج منه داء».