بأبواب المساجد، ثم ينشرون قراطيس من فضة وأقلاماً من ذهب، ثم يكتبون الأول فالأول من بكر إلى الجمعة، فإذا دخل كل مسجد سبعون رجلاً ممن بكر إلى المسجد طويت القراطيس، وكان أولئك السبعون الذين بكروا كالذين اختار موسى {واختار موسى قومه سبعين رجلاً}[الأعراف: ١٥٥] والذين اختارهم موسى من قومه كانوا أنبياء" ثم يتخلل الملائكة الصفوف فيتفقدون الرجال، ويقول بعضهم لبعض: ما فعل فلان؟ فيقولون: مات، فيقولون. رحمه الله تعالى، فإنه كان صاحب جمعة، ويقولون: ما فعل فلان؟ فيقولون: غائب، فيقولون: حفظه الله فإن كان صاحب جمعة، فيقولون: ما فعل فلان؟ فيقولون: مريض، فيقولون: عافاه الله فإنه كان صاحب جمعة".
(فصل) وفي يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد يدعو الله تعالى إلا استجيبت دعوته.
أخبرنا أبو نصر عن والده، بإسناده عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:"أتيت الطور فوجدت فيه كعباً، فحدثته عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وحدثني عن التوراة، قال: فما اختلفنا في شيء حتى انتهينا إلى حديث، فقلت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "في الجمعة ساعة لا يوافقها مؤمن يصلي فيسأل الله تعالى فيها خيراً إلا أعطاه إياه" فقال كعب: في كل سنة، قال: فقلت بل في كل جمعة، كذلك قال -صلى الله عليه وسلم-، فذهب قليلاً ثم رجع فقال: صدقت والله، إنها لكما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في كل جمعة، وإنه سيد الأيام وأحبها إلى الله تعالى. فيه خلق آدم عليه السلام، وفيه أسكن الجنة، وفيه أهبط منها، وفيه تقوم الساعة، ما من دابة إلا وهي مصيخة تنتظر ما يكون في يوم الجمعة إلا الثقلين، فرجعت فلقيت عبد الله بن سلام رضي الله عنه فحدثته بحديثي وحديث كعب، قال: فقال عبد الله رضي الله عنه: كذب كعب هو كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في التوراة، قال: فقلت: إنه قد رجع، فقال عبد الله بن سلام رضي الله عنه: إني لأعلم تلك الساعة، قلت: أي ساعة هي؟ قال: آخر ساعة من نهار يوم الجمعة، قال: فقلت: وكيف وقد سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يوافقها مؤمن يصلي" ولات حين صلاة قال: أما سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من انتظر صلا فرض فهو