ومن صلى أربعاً بعد العشاء الآخرة، كان كمن أدرك ليلة القدر في المسجد الحرام".
"ومن صلى أربعاً قبل الظهر وأربعاً بعدها حرم الله تعالى جسده على النار أن تأكله أبداً".
"ومن صلى أربعاً قبل العصر كتب له براءة من النار".
وعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ركعتا الفجر أحب إلى من الدنيا وما فيها".
وحدثنا أبو نصر عن والده، بإسناده عن علي كرم الله وجهه أنه سئل عن تطوع النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "ومن يطيق ذلك، كان يمهل حتى إذا كانت الشمس عن يساره مقدارها عن يمينه في العصر صلى ركعتين، فإذا كانت عن يساره مقدارها عن يمينه في الظهر صلى أربعاً، فإذا زالت الشمس صلى أربعاً، فيصلي بعد الظهر ركعتين وقبل العصر أربعاً".
وفي الجملة يغتنم العبد الصلاة بين الأذان والإقامة والدعاء والتضرع، فإنها ساعة مرجو إجابة الداعي فيها على ما تقدم.
(فصل) وأما الورد الخامس، بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس.
فهو الذكر من التسبيح والتهليل، والاستغفار والتفكر في الملكوت، وقراءة القرآن، لأن صلاة النافلة منهي عنها فيه، ويقرأ قبل غروب الشمس:{والشمس وضحاها ...}، {والليل إذا يغشى ...}، والمعوذتين يختم نهاره، ويستفتح ليله بالقرآن والاستعاذة.
وروي عن الحسن رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال فيما يذكر من رحمة ربه عز وجل: أن الله تعالى قال: "يا ابن آدم اذكرني من بعد صلاة الفجر ساعة، وبعد صلاة العصر ساعة، أكفك ما بينهما".