للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدين على وجوه عدة في القرآن:

- منها بمعنى الدنيا، وهو قوله -عز وجل -: {ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك} [يوسف: ٧٦] يعني في دنياه وعادته وسيرته.

- ومنها الحساب، قوله -عز وجل -: {ذلك الدين القيم} [التوبة: ٣٦، ويوسف: ٤، والروم: ٣٠] يعني الحساب المستقيم.

- ومنها الجزاء، قوله -عز وجل -: {يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق} [النور: ٢٥] أي الجزاء الأعدل.

- ومنها بمعنى الحكم، قوله -عز وجل -: {ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله} [النور: ٢] يعني في حكم الله.

- ومنها بمعنى العيد، قوله تعالى: {وذر الذين اتخذوا دينهم لعبًا ولهوًا} [الأنعام: ٧] يعنى عيدهم.

- ومنها الصلاة والزكاة، وقوله تعالى: {وذلك دين القيمة} [البينة: ٥].

- ومنها القيامة: قوله تعالى: {مالك يوم الدين} [الفاتحة: ٤].

- ومنها الشريعة: قوله -عز وجل -: {اليوم أكملت لكم دينكم} [المائدة: ٣] يعني شرائع دينكم.

(فصل) قوله: {اليوم أكملت لكم دينكم} [المائدة: ٣]

وذلك أن الله تعالى أنزل الكتب جملة واحدة لكم وأنزل الفرقان متفرقًا.

فقيل: أيهما أحسن نزولاً؟

قيل: القرآن أحسن لأن الله تعالى لما أنزل التوراة جملة واحدة فقبلها بنو إسرائيل، فعملوا بها قليلاً، فثقلت عليهم تلك الأوامر والنواهي التي في التوراة فـ {قالوا سمعنا وعصينا} البقرة: ٩٣].

وأما القرآن فأنزله الله شيئًا بعد شيء على التدريج متفرقًا، فأول ما أمر الله المؤمنين بقوله: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وضمن لهم إذا قالوها الجنة، فسمعوا وأطاعوا، ثم أمرهم بإقامة صلاتين ركعتين قبل طلوع الشمس وركعتين بعد غروبها، ثم أمرهم بالصلوات الخمس، ثم أمرهم بالجمعة مع الجماعة بعد الهجرة، ثم أمرهم بالزكاة، ثم أمرهم بصوم عاشوراء، ثم أمرهم بصوم ثلاثة أيام من كل شهر، ثم أمرهم بصوم شهر

<<  <  ج: ص:  >  >>