من كره التعمد للنوم وكان لا ينام حتى يغلبه النوم.
ويقال: إن وهب بن منبه اليماني رحمه الله ما وضع جنبه إلى الأرض ثلاثين سنة، كانت له مسورة من آدم إذا غلبه النوم وضع صدره عليها وخفق خفقات ثم يفزع إلى القيام.
وكان يقول: لأن أرى في بيتي شيطاناً أحب إلى من أن أرى فيه وسادة، يعني لأنها تدعو إلى النوم.
وسئل بعضهم عن وصف الأبدال فقال: أكلهم فاقة ونومهم غلبة وكلامهم ضرورة وصمتهم حكمة وعلمهم قدرة.
وسئل بعضهم عن صفة الأبدال فقال: أكلهم فاقة ونومهم غلبة وكلامهم ضرورة وصمتهم حكمة وعلمهم قدرة.
وسئل بعضهم عن صفة الخائفين فقال: أكلهم أكل المرضى، ونومهم نوم الفرقى.
ولا ينظر إلى أحوال الصالحين، بل إلى ماروى عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-،والاعتماد عليه حتى يدخل العبد في حالة ينفرد بها عن غيره.
وعن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت: "سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي العمل أفضل؟ قال: أدومه وإن قل".
وعن علقمة عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كانت صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دائمة"، ولهذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوم ليلة نصف الليل، وليلة ثلثه، وليلة نصف الليل مع نصف سدسه، ويقوم ليلة ربعه فقط، ويقوم سدس الليل فحسب، وكل ذلك مذكور في سورة المزمل.
وروى عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "صل من الليل ولو قدر حلب شاه".
وقد يكون ذلك قدر أربع ركعات، وقد يكون قدر ركعتين.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "ركعتان يصليهما العبد في جوف الليل خير من الدنيا وما فيها، ولولا أن أشق على أمتي لفرضتهما عليهم".
كل ذلك ليسهل على أمته قيام الليل والعبادة، ولا يثقل عليهم، وتبغض العبادة إليهم فيسأموا، بل أرشدهم -صلى الله عليه وسلم- لقيم الليل وذكر فضله وثوابه لئلا يقتصروا على