وعن الجنيد رحمه الله قال: "سمعت السري رحمه الله يقول: يا معشر الشباب جدوا قبل أن تبلغوا مبلغي فتضعفوا وتقصروا كما قصرت، وكان في ذلك الوقت لا يلحقه الشباب في العبادة".
وقال الحسن القزاز رحمه الله: بني هذا الأمر على ثلاثة أشياء: ألا يأكل إلا عند الفاقة، ولا ينام إلى عند الغلبة، ولا يتكلم إلا عند الضرورة.
وقال إبراهيم بن أدهم رحمه الله:
لن ينال الرجل درجة الصالحين حتى يجوز ست عقبات:
الأولى: يغلق باب النعمة ويفتح باب الشدة.
والثانية: يغلق باب العز ويفتح باب الذل.
والثالثة: يغلق باب الراحة ويفتح باب الجهد.
والرابعة: يغلق باب النوم ويفتح باب السهر.
والخامسة: يغلق باب الغنى ويفتح باب الفقر.
والسادسة: يغلق باب الأمل ويفتح باب الاستعداد للموت.
وقال أبو عمر بن نجيد رحمه الله: من كرمت عليه نفسه هان عليه دينه.
وقال أبو علي الروذباري رحمه الله: إذا قال الصوفي بعد خمسة أيام: أنا جائع فالزموه السوق وأمروه بالكسب.
وقال ذو النون المصري رحمه الله: ما أعز الله عبدًا بعز هو أعز له من أن يدله على ذل نفسه، وما أذل الله عبدًا بذل هو أذل له من أن يحجبه عن ذل نفسه.
وقال إبراهيم الخواص رحمه الله: ما هالني شيء إلا ركبته.
وقال محمد بن الفضيل رحمه الله: الراحة هي الخلاص من أماني النفس.
وقال منصور بن عبد الله رحمه الله: سمعت أبا علي الروذباري رحمه الله يقول: دخلت الآفة من ثلاث: سقم الطبيعة، وملازمة العادة، وفساد الصحبة، فسألته: ما سقم الطبيعة؟ فقال: أكل الحرام، فقلت: وما ملازمة العادة؟ قال: النظر والاستمتاع بالحرام والغيبة، قلت: فما فساد الصحبة؟ فقال: كلما هاجت في النفس شهوة يتبعها.
وقال النصرأباذي رحمه الله: سجنك نفسك، إذا خرجت منها وقعت في راحة الأبد.