الليل، إن صاحب النوم يجئ مفلساً، وما نام أحد طول ليله إلا بال الشيطان في أذنه".
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ربما ردد آية حتى يصبح.
وقالت عائشة رضي الله عنها: "نام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة حتى ألص جلده بجلدي، ثم قال: يا عائشة أتأذنين لي أن أتعبد لربي الليلة، قلت: والله إني لأحب قربك ولكني أؤثر هواك، ثم قام -صلى الله عليه وسلم- يقرأ القرآن ويبكي حتى بل بالدموع منكبيه، ثم جلس يقرأ ويبكي حتى بل بالدموع جنبيه وحقويه، ثم اضطجع يبكي ويقرأ حتى بل بالدموع ما يلى الأرض، فأتاه بلال رضي الله عنه فقال: بأبي وأمي ألم يغفر الله لك؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: يا بلال أفلا أكون عبداً شكوراً، إنه أنزل على في هذه الليلة {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيا لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار}[آل عمران: ١٩٠ - ١٩١].
وقالت عائشة رضي الله عنها:"ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي في شيء من صلاة الليل جالساً حتى دخل في السن، فجعل يصلى وهو جالس، فإذا بقى عليه من السورة ثلاثون آية أو أربعون آية، قام فقرأ بها ثم ركع -صلى الله عليه وسلم-".
وقال يعمر بن بشر: أتيت باب عبد الله بن المبارك بعد العشاء الآخرة، فوجدته يصلى وهو يقرأ:{إذا السماء انفطرت}[الانفطار: ١] حتى إذا بلغ {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم}[الانفطار: ٦] وقف يرددها إلى أن ذهب هوى من الليل، فرجعت حين طلع الفجر وهو يرددها، فلما رأى التفجر قد طلع قطع، ثم قال: حلمك وجهلي، حلمك وجهلي، فانصرفت وتركته.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الشتاء ربيع المؤمن قصر نهاره فصامه، وطال ليله فقامه".
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "ينبغي لقارئ القرآن أن يعرف بليله إذا الناس