فيه شهادة أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله، فيوضع في كفة حسناته فتثقل حسناته على سيئاته، فيؤمر به إلى الجنة.
وفي لفظ آخر: فيخرج له بقرطاس مثل هذا -وأمسك على إبهامه- فيه: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ... إلى آخر الحديث.
وقيل إن الصنج يؤمئذ مثاقيل الذر والخردل تكون الحسنات في صورة حسنة تطرح في كفة النور فيثقل بها الميزان برحمة الله وتكون السيئات في صورة سيئة تطرح في كفة الظلمة فيخف بها الميزان بعدل الله تعالى.
وعلامة تثقيل الميزان ارتفاعها، وعلامة خفتها انحطاطها بخلاف موازين الدنيا، وقد قيل مثل موازين الدنيا.
وسبب تثقيلها الإيمان وقول الشهادتين، وسبب خفتها الشرك بالله -عز وجل-، فإذا ارتفعت أدخل صاحبها الجنة لأنها عالية، وإذا خفت أدخل صاحبها النار الهاوية، لأنها في التخوم أسفل السافلين.
كما قال الله -عز وجل-: {فأما من ثقلت موازينه * فهو في عيشة راضية}[القارعة: ٦ - ٧] أي في جنة عالية. {وأما من خفت موازينه * فأمه هاوية}[القارعة: ٨ - ٩] أي أصله ومأواه ومرجعه نار حامية، وهي هاوية.
والناس في موازنة الأعمال على ثلاثة أضرب: منهم من ترجح حسناته على سيئاته، فيؤمر به إلى الجنة، ومنهم من ترجح سيئاته على حسناته، فيؤمر به إلى النار. ومنهم من لا ترجح إحداهما على الأخرى، فهم أصحاب الأعراف، ثم ينالهم الله برحمته إذا شاء فيدخلهم الجنة. فهو قوله -عز وجل-: {وعلى الأعراف رجال}[الأعراف: ٤٦].
والذي يوزن صحائف أعمالهم على ما ذكرنا من تسعة وتسعين سجلًا وطريق ذلك النقل والسمع.
وأما المقربون فيدخلون الجنة بغير حساب، كما جاء في الحديث:«أنه يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب، ومع كل واحد منهم سبعون ألفًا» على نص الحديث المشهور.
وأما الكافرون فيدخلون النار بغير حساب، ومن المؤمنين من يحاسب حسابًا يسيرًا ثم يؤمر به إلى الجنة على ما تقدم.