حسنة كتب له صاحب اليمين عشرًا، فإذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال صاحب اليمين أمسك عنه فيمسك عنه ست ساعات من النهار أو سبعًا، فإن استغفر الله تعالى منها لم يكتب عليه شيئًا، وإن لم يستغفر كتب عليه سيئة واحدة".
وفي لفظ آخر: "إن العبد إذا أذنب لم يكتب عليه حتى يذنب ذنبًا آخر فإذا اجتمعت عليه خمسة من الذنوب فإذا عمل حسنة واحدة كتب له خمس حسنات وجعل الخمس بإزاء خمس سيئات، فيصيح عند ذلك إبليس لعنة الله ويقول: كيف لي أن استطيع على ابن آدم فإني وإن اجتهدت عليه يبطل بحسنة واحدة جميع جهدي".
وروي يونس عن الحسن -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس من عبد إلا عليه ملكان، وصاحب اليمين أمير على صاحب الشمال، فإذا عمل العبد السيئة قال له صاحب الشمال: أكتبها؟ فيقول له صاحب اليمين: دعه حتى يعمل خمس سيئات، فإذا عمل خمس سيئات، قال صاحب الشمال أكتبها؟ فيقول صاحب اليمين: دعه حتى يعمل حسنة، فإذا عمل حسنة، قال له صاحب اليمين: قد أخبرنا بأن الحسنة بعشر أمثالها، فتعال نمحو خمسًا بخمس ونثبت له خمسًا من الحسنات، قال: فيصيح الشيطان عند ذلك فيقول: متى أدرك ابن آدم.
وهذه الأحاديث موافقة لقوله عز وجل:{وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى}[طه: ٨٢].
قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:"مكتوب حول العرش قبل آدم بأربعة آلاف عام {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى}[طه: ٨٢].
وموافقة لقوله تعالى:{إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}[هود: ١١٤].
وروى عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: إذا تاب العبد وتاب الله عليه أنسى الله تعالى حفظته ما كان قد عمل من مساوئ عمله، وأنسى جوارحه ما عملت من الخطايا، وأنسى مقامه من الأرض، وأنسى مقامه من السماء فيجئ يوم القيامة وليس عليه شيء شهيد عليه".