اللذات، وبجوارحك من السيئات، فحينئذ يرجى لك الوصول إلى رب الأرض والسموات.
وقال أبو القاسم رحمه الله: هي حسن الخلق.
وقال بعضهم: يستدل على تقوى الرجل بثلاث: بحسن التوكل فيما لم ينل، وحسن الرضا فيما قد نال، وحسن الصبر على ما فات.
وقيل: المتقى هو الذي يتقى متابعة هواه.
وقال مالك رحمه الله: حدثني وهب بن كيسان أن بعض فقهاء أهل المدينة كتب إلى عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-: إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها: الصبر على البلاء، والرضا بالقضاء، والشكر عند النعماء، والتذلل لأحكام القرآن.
وقال ميمون بن مهران رحمه الله: لا يكون الرجل تقيًا حتى يكون أشد محاسبة لنفسه من الشريك الشحيح والسلطان الجائر.
وقال أبو تراب رحمه الله: بين يدي التقوى خمس عقبات من لا يجاوزها لا ينالها وهي: اختيار الشدة على النعمة، واختيار القوة على الفصول، واختيار الذل على العز، واختيار الجهد على الراحة، واختيار الموت على الحياة.
وقال بعضهم: لا يبلغ الرجل سنام التقوى إلا إذا كان بحيث لو جعل ما في قلبه على طبق فطاف به في السوق لم يستح من شيء مما عليه.
وقيل: التقوى أن تزين سرك للحق كما تزين علانيتك للخلق.
وقال أبو الدرداء -رضي الله عنه-:
يريد المرء أن يعطي مناه ... ويأبى الله إلا ما أرادا
يقول المرء فائدتي وماله ... وتقوى الله أفضل ما استفاد
عن مجاهد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا نبي الله أوصني، فقال -صلى الله عليه وسلم-: عليك بتقوى الله فإنه جامع كل خير، وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر الله فإنه نور لك".
وعن ابن هرمز نافع بن هرمز رحمه الله قال: سمعت أنسًا -رضي الله عنه- يقول: