وعن علي بن أبى طالب كرم الله وجهه أنه قال: "كنت طائفًا مع النبي -صلى الله عليه وسلم -بالبيت الحرام، فقلت له: يا رسول الله فداك أبي وأمي، ما هذا البيت؟ فقال: يا علي، أسس الله تعالى هذا البيت في دار الدنيا كفارة لذنوب أمتي، فقلت: فداك أبي وأمي يا رسول الله، ما هذا الحجر الأسود؟ قال -صلى الله عليه وسلم -: تلك جوهرة كانت في الجنة، فأهبط الله بها إلى دار الدنيا، لها شعاع كشعاع الشمس، فاشتد سوادها وتغير لونها منذ مستها أيدي المشركين".
وعن ابن مليكة عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما -أنه قال. سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم -يقول: ينزل الله على هذا البيت الحرام في كل ليلة ويوم مائة وعشرون رحمة، ستون منها للطافين بالبيت الحرام، وأربعون منها للعاكفين حول البيت الحرام، وعشرون منها للناظرين إلى البيت الحرام.
وعن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن عمر بن سلمة -رضي الله عنه -عن النبي -صلى الله عليه وسلم -أنه قال: "يقول الله تعالى: إن عبدًا صححت له في جسمه وفسحت له في عمره وتمضى عليه ثلاثة أعوام لا يغدو إلى هذا البيت إنه لمحروم إنه لمحروم}.
وعن أبى سعيد الخدرى -رضي الله عنه -قال:"حججنا مع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -في أول خلافته، فدخل المسجد حتى وقف عند الحجر، فقال: إنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم -يقبلك ما قبلتك، فقال له علي -رضي الله عنه -: لا تقل هذا يا أمير المؤمنين فإنه يضر وينفع بإذن الله، ولو أنك قرأت القرآن وعلمت ما فيه لما أنكرت علي، فقال له عمر -رضي الله عنه -، يا أب الحسن وما تأويله في كتاب الله -عز وجل -؟ فقال: قوله تعالى: {وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم}[الأعراف: ١٧٢] فلما أقروا بالعبودية كتب إقرارهم في رق، ثم دعا الحجر فألقمه ذلك الرق، فهو أمين الله تعالى على هذا المكان ليشهد لمن وافاه يوم القيامة، فقال عمر -رضي الله عنه -: يا أبا الحسن لقد جعل الله بين ظهرانيك من العلم غير قليل.
وعن أبى صالح عن أبى هريرة -رضي الله عنه -عن النبي -صلى الله عليه وسلم -أنه قال "الحجاج