عبد الله بن أحمد بن ثابت البزاز، أنبأنا أيوب، يعني: أبو الوليد الضرير، أنبأنا أبو النصر، يعني هاشم بن القاسم، عن محمد بن الفضل بن عطية، عن أبيه، عن عبد الله ابن عمر الليثي، عن أبيه -رضي الله عنه -قال: بلغنا أن الله تعالى أهدى إلى عيسى -عليه السلام- خمس دعوات جاء بهن جبريل -عليه السلام -في أيام العشر وقال: يا عيسى ادع بهؤلاء الخمس دعوات، فإنه ليس عبادة أحب إلى الله تعالى من عبادة أيام العشر.
أولهن: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
والثانية: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهاً واحداً صمداً، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً.
والثالثة: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
والرابعة: حسبي الله وكفى، سمع الله لمن دعا، ليس وراء الله منتهى.
والخامسة: اللهم لك الحمد كما تقول، وخيراً مما تقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي، ولك يا رب تراثي: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن شتات الأمر، اللهم إني أسألك من خير ما تجري به الريح.
فسأل الحواريون عيسى ابن مريم -عليه السلام-: ما ثواب من قال هذه الكلمات؟.
فقال: أما من قال الأولى مائة مرة، فإنه لا يكون لأحد من أهل الأرض عمل مثل ذلك العمل في ذلك اليوم، وكان أكثر العباد حسنات يوم القيامة.
ومن قال الثانية مائة مرة، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه مثلها سيئات، ورفع له عشرة آلاف درجة في الجنة.
ومن قال الثالثة مائة مرة، نزل سبعون ألف ملكك من سماء الدنيا رافعي أيديهم يصلون على من قالها.
ومن قال الرابعة مائة مرة، تلقاها ملك حتى يضعها بين يدى الرحمن -عز وجل -، فينظر إلى من قالها، ومن نظر الله تعالى إليه لم يشق.
وقالوا: يا عيسى، فما ثواب من قال الخامسة؟ قال: هي دعوتي ولم يؤذن لي في تفسيرها.