وكان عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه -يكبر من صلاة الغداة يوم عرفة إلى صلاة العصر من يوم النحر، وهو مذهب الإمام الأعظم أبى حنيفة النعمان -رحمه الله تعالى -.
وكان ابن عباس وزيد بن ثابت -رضي الله عنهم -يكبران من صلاة الظهر من يوم النحر إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق، وهو قول عطاء -رحمه الله -.
والأظهر من مذهب الشافعي -رحمه الله -أن يبدأ بالتكبير من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة الفجر من آخر أيام التشريق اقتداء بالحاج، وهو مذهب الإمام مالك، وللشافعي قول ثالث: أوله من صلاة المغرب ليلة النحر إلى صلاة الصبح من آخر أيام التشريق.
وأما لفظ التكبير، فكان ابن مسعود رضي الله عنه يكبر اثنين: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد، وهو مذهب إمامنا أحمد وأبى حنيفة -رحمهما الله -وأهل العراق.
وعن مالك -رحمه الله تعالى -أنه كان يقول: الله أكبر الله أكبر، ثم يقطع فيقول: الله أكبر لا إله إلا الله.
وكان سعيد بن جبير والحسن -رحمهما الله تعالى -يقولان: الله أكبر الله أكبر الله أكبر ثلاثًا نسقًا ثم يسوق التكبير إلى آخره على ما ذكرنا أولاً وهو مذهب الشافعي -رحمه الله -وأهل المدينة.
وعن قتادة -رحمه الله -أنه كان يقول: الله أكبر كبيرًا، الله أكبر على ما هدانا، الله أكبر ولله الحمد.
وروى أبو هريرة -رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -قال:"أيام منى أيام أكل وشرب وذكر الله تعالى".
وعن جعفر بن محمد -رحمه الله -أنه قال:"إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -بعث مناديًا فنادى في أيام التشريق. إنها أيام أكل وشرب وبعال".
(فصل) وإن كان محرمًا فمن صلاة الظهر يوم النحر إلى آخر أيام التشريق عند إمامنا أحمد -رحمه الله تعالى-، وكذلك في الصحيح عنه لا يكبر إلا إذا صلى الفرض في