وقال الجنيد رحمه الله تعالى: سمعت الحارث المحاسبي يقول: فقدنا ثلاثة أشياء: حسن الوجه مع الصيانة، وحسن القول مع الأمانة، وحسن الإخاء معه الوفاء.
وقيل: الخلق الحسن استصغار ما منك، واستعصام ما لك.
وقيل: علامة حسن الخلق كف الأذى، واحتمال المؤن.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه رضي الله عنهم:"إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم ببسط الوجه وحسن الخلق".
وحسن الخلق مع الله عز وجل أن تؤدي أوامره، وتترك نواهيه، وتطيعه في الأحوال كلها من غير اعتقاد استحقاق العوض عليه، وتسلم جميع المقدور إليه من غير تهمة، وتوحده من غير شرك، وتصدقه في وعده من غير شك.
وقيل لذي النون المصري رحمه الله تعالى: من أكثر الناس همًا؟ قال: أسوأهم خلقًا.
وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى في قوله عز وجل:{وثيابك فطهر}[المدثر:٤] أي خلقك فحسن.
وقيل في قوله تعالى:{وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة}[لقمان:٢٠] قيل: الظاهرة: تسوية الخلق، والباطنة: تصفية الخلق.
وقيل لإبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى: هل فرحت في الدنيا قط؟ فقال: نعم مرتين، إحداهما: كنت قاعدًا ذات يوم فجاء كلب وبال علي، والثانية، كنت قاعدًا فجاء إنسان وصفعني.
وقيل: كان أويس القرني رحمه الله تعالى إذا رآه الصبيان يرمونه بالحجارة، فيقول: إن كان لابد فالرموني بالصغار لئلا تدموا ساقي وتمنعوني عن الصلاة.
وقيل: شتم رجل الأحنف بن قيس رحمه الله تعالى وكان يتبعه، فلما قرب من الحي وقف وقال: يا فتى إن كان بقي في قلبك شيء فقله كيلا يسمعك بعض سفهاء الحي فيجيبوك.
وقيل لحاتم الأصم رحمه الله تعالى: يحتمل الرجل من كل أحد، قال: نعم، إلا