والعلماء إذا تركوا العلم اشتغلوا بالدنيا فبمن يقتدي الخلق؟
والغزاة إذا ركبوا للفخر والخيلاء، وخرجوا للطمع فمتى يظفر بالعدو؟
وأهل الكسب إذا خانوا الناس فكيف يأمنهم الناس؟
وإذا لم يكن في التاجر ثلاث خصال افتقر في الدنيا والآخرة.
أولها: لسان نقي عن ثلاث: الكذب واللغو والحلف.
والثانية: قلب صاف من الغش والخيانة والحسد لجاره وقرينه.
والثالثة: نفس محافظة لثلاث خصال: الجمعة والجماعات، وطلب العلم في بعض ساعات الليل والنهار، وإيثار مرضاة تعالى على غيره.
وإياك والكسب الحرام فقد قيل: إذا كسب العبد خبيثًا وأراد أن يأكل منه، وقال: بسم الله، قال الشيطان: كل إني كنت معك حين كسبته فلا أفارقك، إنما أنا شريكك، فهو شريك كل كاسب حرام. قال الله عز وجل:{وشاركهم في الأموال والأولاد}[الإسراء: ٦٤] فالأموال: الحرام، والأولاد: أولاد الزنا. كذا ذكر في التفسير.
وقد روى عن ابن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه قال:((لا يكتسب العبد مالًا من الحرام ويتصدق به فيؤجر عليه، ولا ينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار)).
وبالجملة إنه لا يمتنع من الحرام إلا من هو مشفق على لحمه ودمه فدين المرء لحمه ودمه فليجتنب الحرام وأهله، ولا يجالسهم، ولا يأكل طعام من كسبه حرام، ولا يدل أحدًا على حرام، فيكون شريكه، فالورع هو ملاك الدين وقوام العبادة واستكمال أمر الآخرة.
وأما الوحدة والعزلة:
فقد جاء عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال:((عليكم بالعزلة فإنها عبادة)).
وقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: ((المؤمن جليس بيته)).