أن يكون أصل العمل لله تعالى، ثم طرأت عليه نية الرياء فينظر في ذلك:
١ - هذا إن تاب منه صاحبه في الحال ودفعه، وأخلص العمل لله -تعالى- فإنه لا يضر صاحبه قولاً واحداً.
ومثال ذلك:
رجل صلى ركعة، ثم جاء أناس في الركعة الثانية، فحصل في قلبه شيء؛ بأن أطال الركوع أو السجود أو تباكى وما أشبه ذلك، فإن دافعه; فإنه لا يضره؛ لأنه جاهد نفسه حتى طرح ذلك الرياء.
٢ - إن كان الرياء خاطراً فاسترسل معه، فهل يحبط عمله أم لا يضره ذلك؟
في ذلك تفصيل:
١ - أن يكون العمل الذي وقع فيه الرياء لا يرتبط آخره بأوله، كالقراءة أو الذِّكر أو إنفاق المال، ونَشْر العلم، فما سبق الرياء من القدر الذي وقع فيه الإخلاص فهو صحيح، وما كان بعده; فهو باطل.
مثال ذلك:
رجل عنده مائة جنيه، فتصدَّق بخمسين بنية خالصة، ثم تصدق بخمسين بقصد الرياء; فالأولى مقبولة، والثانية غير مقبولة; لأن آخرها منفك عن أولها.