إن كانوا هم قوماً من أهل الكتاب، فلما يدعوهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله؟ *والجواب:
أن المذكورين في هذا الحديث من كان في اليمن من اليهود والنصارى، وكانوا يقولونها، لكنهم جهلوا معناها الذي دلت عليه من إخلاص العبادة لله وحده، وترك عبادة ما سواه.
فكان قولهم " لا إله إلا الله " لا ينفعهم لجهلهم بمعنى هذه الكلمة، كحال أكثر المتأخرين من هذه الأمة؛ فإنهم كانوا يقولونها مع ما كانوا يفعلونه من الشرك بعبادة الأموات والغائبين والطواغيت والمشاهد، فيأتون بما ينافيها فيثبتون ما نفته من الشرك باعتقادهم وقولهم وفعلهم، وينفون ما أثبتته من الإخلاص كذلك، وظنوا أن معناها القدرة على الاختراع تقليداً للمتكلمين من الأشاعرة وغيرهم وهذا هو توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون فلم يدخلهم في الإسلام. (١).
*الفائدة الثانية:
أول الواجبات على المكلف معرفة الله -تعالى- بالعبادة والتوحيد:
وهذا الذي عليه جماهير السلف من أهل السنة؛ فقد ورد فى حديث الباب قوله صلى الله عليه وسلم: