للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"سِجِّينٌ": الأرض السُّفْلَى؛ فالنَّار: في الأرض.

وقد رُوِيَ في هذا أحاديثُ، لكنها ضعيفة، ورُوِيَ آثارٌ عن السَّلف كابن عباس وابن مسعود، وهو ظاهر القرآن: قال -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} [الأعراف: ٤٠]، والذين كذَّبوا بالآيات واستكبروا عنها "لا شَكَّ أنّهم في النّار". (١)

* وفي حديث البراء -رضي الله عنه- في حق الكافر، يقول الله: «اكْتُبُوا كِتابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الأَرْضِ السُّفْلَى، فتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحاً». (٢)

* قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى (كلا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (٧)) (المطففين: ٧):

والصحيح أن "سجينا" مأخوذ من السجن، وهو الضيق؛ فإنَّ المخلوقات كل ما تسافل منها ضاق، وكل ما تعالى منها اتسع، فإن الأفلاك السبعة كل واحد منها أوسع وأعلى من الذي دونه، وكذلك الأرضون كل واحدة أوسع من التي دونها، حتى ينتهي السفول المطلق، والمحل الأضيق إلى المركز في وسط الأرض السابعة. (٣)

والحاصلُ: أنّ الجنة فوقَ السماء السابعة، وسَقْفُها العرشُ، وأنّ النار في الأرض السابعة على الصحيح المعتمَد، والله أعلم. (٤)

... مسألة: هل تَفْنَى الجنة والنار؟

ذهبَ الجهمية إلى القول بفناء الجنة والنار.

وهو قول الجَهْم بن صَفوانَ، ووافقه عليه أبو الهذيل العلّاف شيخُ المعتزلة، وبعضُ الروافض.

وقالوا: إذا كانت الجنة والنار حادثتينِ، فما ثبتَ حُدوثُه استحال بقاؤه، وزاد على


(١) الشرح الممتع (٣/ ١٧٤ - ١٧٥ (.
(٢) أخرجه أحمد (١٨٥٣٤)، وسنده صحيح.
(٣): تفسير القرآن العظيم (٤/ ١٩٨)
(٤) لوامع الأنوار البهية (٢/ ٢٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>