(٢) أخرجه أحمد (١٢٠٠٨). (٣) صحيح مسلم (٦٤٦). (٤) متفق عليه. (٥) تنبيه: مِن العلماء مَن استدل على مسألة الباب بقوله -تعالى-: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة: ٣٥]، حيثُ ذكرَ الله -تعالى- قصة آدمَ وحوّاءَ -عليهما السلام-، وإسكانهما الجَنّةَ، فلو لم تكُن الجنةُ موجودةً لَمَا كانَ هناك مَعنًى لإسكانهما بها، وإذا ثبتَ خلْقُ الجنة ثبتَ خلْقُ النار؛ لأنه لا قائلَ بالفَصْل. قالوا: ومما يدل على أنها جنة الخُلْد: أنّ الله -تعالى- ذكرَ لآدم -عليه السلام- أوصافَ هذه الجنة عندَ إدخالِه إياها، وهذه الأوصاف لا تكون إلا في جنة الخلد، وهذه الأوصاف لا تُعقل إلا في الجنة الموعودة، قال -تعالى-: {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا= =يُخْرِجَنَّكُمَا مِنْ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (١١٧) إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى (١١٨) وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى} [طه: ١١٧ - ١١٩]، أخبرَ أنه لو خرجَ من الجنة يَشقى، وأنه في الجنة لا يجوع ولا يعرى ولا يظمأ ولا يضحى، وهذا من صفات جناتِ عَدْنٍ، لا مِن صفات جنّات الدنيا؛ فدلّتْنا هذه الآية أنّ آدم -عليه السلام- كان في جنات عدنٍ. *يؤيّده: أنّ اللام في لفظ "الجنة" هي لام العَهْد، فقوله -تعالى- لآدم: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة: ٣٥]، ذكرَ الجنة بلام التعريف، فيَنصرفُ إلى ما هو المعلومُ عند المسلمينَ، وليس ذلك إلا دارَ الثوابِ". وانظر لذلك [خلْق الجنة والنار بين (أهل السنة والجماعة) و (المعتزلة)] - د. محمد النويهي (ص/١٤٠).