للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

*عودٌ إلى حديث الباب:

- الفائدة الثالثة: قوله صلى الله عليه وسلم: " أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدّاً، ..

تعريف الشرك في الاصطلاح:

مساواة غير الله -تعالى-فيما هو من خصائص الله -تعالى- من الأسماء أو الصفات أو الربوبية أوالألوهية، كما في قوله تعالى: {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِين} (سورة الشعراء: ٩٧ - ٩٨.)

*أقسام الشرك:

والشرك شركان: شرك أكبر يخرج من المِلَّة، وشرك أصغر لا يخرج من الملة.

وحدَّ الشرك الأكبر:

أن يصرف العبد نوعا أو فرداً من أفراد العبادة لغير الله، فكل: اعتقاد، أو قول، أو عمل ثبت أنه مأمور به من الشارع فصرفه لله-تعالى- وحده توحيد وإيمان وإخلاص، وصرفه لغيره شرك وكفر، وهذا ضابط للشرك الأكبر لا يشذ عنه شيء.

ويمكن أن يختصر فى قولنا: "أن يجعل الإنسان لله -تعالى-نداً في ربوبيته، أو ألوهيته، أو أسمائه وصفاته".

* وعليه فحديث الباب يؤسس تعريفاً جامعاً لمعنى الشرك، بقوله صلى الله عليه وسلم: "أن تجعل لله نداً وهو خلقك والند: المثل والشبيه، فمن صرف شيئا من العبادات لغير الله، فقد أشرك به، شركاً يبطل التوحيد وينافيه.

*وأما حدّ الشرك الأصغر فهو:

كل وسيلة وذريعة يتطرّق منها إلى الشرك الأكبر، من: الإرادات، والأقوال، والأفعال التي لم تبلغ رتبة العبادة. (١)

*وكما أن التوحيد يتحقق بحصوله فى أقسامه الثلاثة:

"الربوبية والإلوهية، والأسماء والصفات"، فكذلك الشرك الأكبر يحصل بنقض واحدة من هذه الثلاث:


(١) القول السديد في مقاصد التوحيد (ص/٣١)

<<  <  ج: ص:  >  >>