للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-وأما الإيمان به فواجب شرعاً، فهو من مسائل الاعتقاد التى تمايز بها أهل السنة عن أهل البدع، وسطَّرها أئمة العلم والاعتقاد، بل وخصوها بالتصنيف. (١)

- وأما السؤال عنه فهو بدعة؛ فإن أهل العلم من صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن سار على نهجهم واتَّبَعَ هديهم قد آمنوا بالله -تعالى - وبما جاء عن الله تعالى، وعلى مراد الله، وآمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وبما جاء عن رسول الله، وعلى مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

دون أن يخوضوا في ذلك على سبيل التعمُّق والتنطع والتحريف والتعطيل.

* المخالفون لأهل السنة في الأصل:

لم يزل أهل السنة على التنبيه على مخالفة أهل البدع المنكرين لحقيقة العرش؛ لذا فقد سطَّر أهل السنة والجماعة هذه المسألة، وأفردوها بذكر الأدلة عليها، والرد على منكري حقيقة العرش، الذين حرَّفوها إلى المعاني الباطلة.

قال أبو سعيد الدارمي:

وما ظننا أنا نضطر إلى الاحتجاج على أحد ممن يدَّعي الإسلام في إثبات العرش والإيمان به، حتى ابتلينا بهذه العصابة الملحدة في آيات الله، فشغلونا بالاحتجاج لما لم تختلف فيه الأمم قبلنا، وإلى الله نشكو ما أوهت هذه العصابة من عرى الإسلام، وإليه نلجأ، وبه نستعين. (٢)

فقد زعمت الجهمية والمعتزلة والماتريدية وعامة متأخري الأشاعرة أن معنى العرش في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} هو الملك، وأن العرش ليس على حقيقته.

قال الزمخشري:

لما كان الاستواء على العرش، وهو سرير الملك مما يردف الملك، جعلوه كناية عن الملك، فقالوا: استوى فلان على العرش يريدون الملك،


(١) ومن أمثلة ذلك:
الرسالة العرشية " لشيخ الإسلام ابن تيمية، و " العرش وما رُوِي فيه" لأبي جعفر محمد بن أبي شيبة، و " كتاب العرش" لأبي عبد الله الذهبي.
(٢) وانظر " الرد على الجهمية " (ص/٣٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>