للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* المخالفون لأهل السنة في هذا الباب:

*قول الجهمية:

وهم في هذا الباب طائفتان، جهمية معطلة، وجهمية حلولية: وهما يتفقان ويفترقان:

أ) أما وجه الاتفاق بينهما:

فهو في نفى صفة العلو عن الله- تعالى- بدعوى أن إثبات العلو لله -تعالى- يلزم منه القول بالحد والجهة، وهذه الأمور- حسب زعمهم- لازمها إثبات الجسمية، والأجسام حادثة، والله منزَّه عن الحوادث!! (١)

ب) وأما وجه الافتراق فهو في إثبات المكان:

فأما المثبتة وهم الجهمية الحلولية، فيقولون: "إن الله في كل مكان "، تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً.

وأما النفاة وهم الجهمية المعطلة فقالوا:

أن الله منزَّه عن المكان والجهة، فلا هو داخل العالم ولا خارجه، ولا متصل ولا منفصل.

وقد بلغ بالطائفتين أن لقبوا سلف الأمة المتمسكين بإثبات صفة العلو لله -تعالى- بلقب " الحشوية. (٢)

* وإليك بيان ذلك:

أ) الجهمية المعطلة:

ساروا على قاعدتهم في نفي صفات الله عز وجل، حيث إنهم أخلوا الله جل وعلا عن أسمائه وصفاته التي أثبتها لنفسه أو أثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء هم الذين قالوا: إن الله ليس في السماء وإنه ليس على العرش، ومن أقوالهم أيضاً: (إنه لا داخل العالم ولا خارجه، ولا متصل ولا منفصل، وإنه لا تجوز الإشارة الحسية إليه بالأصابع)، وأكثر المعتزلة على هذا القول.


(١) كما نص على ذلك الرازي في "الأربعين في أصول الدين" (١/ ١٤٩)
(٢) فالخواص من أهل البدع يقصدون بهذا الاسم أن المسمَّى به -وهم أهل السنة- حشوٌ في الوجود، وفضلة في الناس، لا يُعْبَأ بهم، ولا يقام لهم وزن؛ إذ لم يتبعوا آراءهم الكاسدة، وأفكارهم الفاسدة.
*وأما العوام منهم فيظنون أن تسمية السلف بالحشوية لقولهم بالفوقية، وكون الإله في السماء، بمعنى أنهم اعتقدوا - وحاشاهم - أن الله تعالى حَشْوُ هذا الوجود، وأنه داخلَ الكون - تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا -، وهذا بهتان عظيم على أهل الحديث. على أن هذا القول لم يقل به أحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>