للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

*نص حديث الباب:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضى الله عنهما - قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِقَبْرَيْنِ، فَقَالَ:

«إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ» ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً، فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ، فَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ قَالَ:

«لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا»

* تخريج الحديث:

أخرجه البخاري (١٣٧٨) فى مواضع من صحيحه، منها فى " باب عذاب القبر من الغيبة والبول "، ومسلم (٢٩٢) " باب الدليل على نجاسة البول ووجوب الاستبراء منه "

* أهم الفوائد المستقاة من حديث الباب: الفائدة الأولى:

قد دل حديث الباب على إثبات أصل من الأصول التى قال بها أهل السنة، ونصوا عليها خلافاً لأهل البدع، وهى مسألة عذاب القبر.

قال النووى:

وأما فقه الباب ففيه إثبات عذاب القبر، وهو مذهب أهل الحق خلافا للمعتزلة. (١)

وهذا الأصل في الإيمان بعذاب القبر، قد دل عليه القرآن والسنة وتظاهرت الأدلة وتواترت من سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدلالة على أن القبر والبرزخ يكون فيه عذاب ويكون فيه نعيم للإنسان المكلف، على ما يحكم الله - عز وجل - به على الميت.


(١) المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (٣/ ٢٠٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>