فلله الحجة البالغة على المشركين في كل وقت، ولو لم يكن إلا ما فطَرَ عبادَه عليه من توحيد ربوبيته المستلزم لتوحيد إلهيته، وأنه يستحيل في كل فطرة وعقل أن يكون معه إله آخر، وإن كان سبحانه لا يُعذِّب بمقتضى هذه الفطرة وحدها، فلم تزل دعوة الرسل إلى التوحيد في الأرض معلومة لأهلها، فالمشرك يستحق العذاب بمخالفته دعوة الرسل، والله أعلم. (١)
استدل بالحديث على إسلام الطفل إذا كان من أبوَين مسلمَين، أو كان أحد أبويه مسلماً استصحاباً لأصل الفطرة، حيث لم يغيره أبواه، فيصلى عليه إن استهل صارخاً، وهذا ما ذهب إليه جمهور العلماء.
وهنا مسألة مهمة تتعلق ببحثنا هنا وهي:
*حكم أبناء المشركين:
وقبل ذكر الخلاف في حكم أطفال المشركين يجب أن ننوِّه على أمرين:
١ - الأمر الأول:
أن هذا الخلاف إنما هو في حكم أطفال المشركين، فلا يدخل في هذا الخلاف أطفال المسلمين، لأنهم بالنص والإجماع في الجنة.
فمن القرآن:
قال تعالى {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}(الطور: ٢١)
قال ابن عباس رضى الله عنهما: إن الله - تبارك وتعالى- يرفع للمؤمن ذريته وإن كانوا