للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا وما يشبهه من البدع المحدثة التي لم يستحبها أحد من أئمة المسلمين. (١)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

ومن يقول للميت أو الغائب من الأنبياء والصالحين: ادع الله لي، أو ادع لنا ربك، أو اسأل الله لنا، كما تقول النصارى لمريم وغيرها. فهذا أيضاً لا يستريب عالم أنه غير جائز، وأنه من البدع التي لم يفعلها أحد من سلف الأمة. (٢)

قال ابن عبد الهادي المقدسي:

"أما دعاؤه هو صلى الله عليه وسلم، وطلب استغفاره وشفاعته بعد موته، فهذا لم ينقل عن أحد من أئمة المسلمين ـ لا من الأئمة الأربعة ولا غيرهم ـ". (٣)

قال الشيخ ابن عثيمين في تعليق له على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم:

سؤال الميت أن يسأل الله أو سؤال قضاء الحاجة بينهما فرق:

إذا سأل قضاء الحاجة فهذا شرك أكبر.

وإذا سأل أن يسأل الله فهذا بدعة وضلالة، لأن الميت إذا مات انقطع عمله، والدعاء من عمله، فكيف تسأله ما لا يمكن فإذا جئت إلى ميت وقلت: ادع الله لي، فإنه لن يدعو الله لك، ومن ذلك تقول عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم:

اشفع لي، فإن هذا عمل محرم، وبدعة منكرة.

*ثالثاً: التوسل المختلف فيه:

التوسل بالأنبياء والصالحين، بذواتهم أو جاههم ونحو ذلك.

وهذا منقول عن أحمد وابن الصلاح والشوكانى، ومنصوص عليه فى كثير من كتب المذاهب الفقهية؛ وذلك استدلالاً بأدلة كثيرة، ومنها حديث الباب. (٤)


(١) مجموع الفتاوى (١/ ١٦١)
(٢) قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (ص/٣١٧)
(٣) الصارم المنكي في الرد على السبكي (ص/١٣٦)
(٤) انظر مراقي الفلاح شرح متن نور الإيضاح (ص/٢٠٧) والمدخل لابن الحاج (١/ ٢٥٤) وشرح مشكل الوسيط (١/ ٩٩) والأذكار للنووي (ص/١٧٨) والفروع لابن مفلح (٢/ ١٥٩) والدر النضيد (ص/١١٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>