للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

*وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية عن الإمام العز بن عبد السلام قوله:

" لا يجوز أن يتوسل إلى الله بأحد من خلقه إلا برسول الله صلى الله عليه وسلم، إن صح حديث الأعمى "، فعلَّق القول بهذا على صحة حديث الباب. (١)

*ويمكننا القول بأن الأدلة الواردة في مشروعية التوسل بذات النبي - صلى الله عليه وسلم - على وجه الخصوص، أو ذوات الصالحين على وجه العموم تنقسم إلى قسمين:

أدلة صحيحة ولكنها غير صريحة في الدلالة على المشروعية، وأدلة صريحة في المشروعية لكنها لا تصح من حيث إسنادها.

والراجح -والله اعلم- هو عدم مشروعية هذا القسم من أقسام التوسل، وهذا الذى عليه جماهير أهل العلم، ورجحه شيخ الإسلام ابن تيمية، وصنَّف في ذلك رسالته " قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة " فأفاد فيها وأجاد، وأمتع فيها وأقنع.

* وإليكم أدلة المجوزين والرد عليها:

قالوا: حديث الباب:

قد قال الرجل فى دعائه: "اللَّهُمَّ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، فهذا يدل على أنه توسل إلى الله - تعالى- بذات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "!! (٢)

* وجواب ذلك:

أن قول الرجل فى دعائه: " اللَّهُمَّ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ.... " يحتمل أمرين:


(١) قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (ص/٣١٠)
قال الشيخ ربيع المدخلى: راجعت فتاوي العز بن عبد السلام فلم أجد فيه ماذكره شيخ الإسلام، ووجدت في (ص/١٢٦) منه إجابة على سؤال عن الإقسام على الله بمعظم من خلقه في دعائه، كالنبي صلى الله عليه وسلم، والولي، والملك، هل يكره ذلك أو لا؟
فأجاب بقوله:
"أما مسألة الدعاء، فقد جاء في بعض الأحاديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علَّم بعض الناس الدعاء، فقال: في أقواله: " قل اللهم إني أقسم عليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة"، وهذا الحديث إن صح فينبغي أن يكون مقصوراً على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه سيد ولد آدم، وأن لا يقسم على الله بغيره من الأنبياء، والملائكة؛ لأنهم ليسوا في درجته، وأن يكون هذا مما خص به تنبيهاً على علو درجته ومرتبته". فلتراجع المسألة التي أشار إليها شيخ الإسلام. ا. هـ
(٢) تحفة الأحوذي (١٠/ ٢٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>