للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)، وقد حج النبي -صلى الله عليه وسلم - حجة واحدة هى حجة الوداع، وهى التي لم يحج من المدينة منذ هاجر إليها غيرها، وكانت في السنة العاشرة من الهجرة، وقد وردت أحداث هذه الحجة مفصلة في حديث جابر رضى الله عنه. (١)

* فإن قيل:

إذا كان الحج قد فُرض -على الراجح - في العام التاسع، فلِمَ أخرّ النبي - صلى الله عليه وسلم - حجه للعام العاشر؟؟؟

*فالرد من وجوه:

قيل: لأن العام التاسع كان عام الوفود، فلما أذعنت العرب وصاروا يأتون أفواجا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المدينة فكان صلى الله عليه وسلم في المدينة ليلتقي هؤلاء الوفود ليعلمهم دينهم عليه الصلاة والسلام.

وقيل: أنه في السنة التاسعة حج المشركون مع المسلمين فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يكون حجه خالصاً للمسلمين؛ ولهذا أذن في التاسعة ألا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان. (٢)

* عود إلى حديث الباب:

قَالَ جبريل: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم:

«أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»

* أما الإيمان بالله فهو الاعتقاد الجازم بوجوده سبحانه وتعالى، وربوبيته، وألوهيته، وأسمائه وصفاته، والعمل بمقتضى ذلك الاعتقاد.


(١) قال النووى:
حديث جابر حديث عظيم مشتمل على جمل من الفوائد ونفائس من مهمات القواعد، وهو من أفراد مسلم لم يروه البخاري في صحيحه، ورواه أبو داود كرواية مسلم.
قال القاضي: وقد تكلم الناس على ما فيه من الفقه وأكثروا، وصنَّف فيه ابن المنذر جزءً وخرَّج من الفقه مائة ونيفاً وخمسين نوعاً، لو تقصّى لزيد على هذا القدر قريب منه. شرح النووي على مسلم (٤/ ٤٢٩)
(٢) شرح حديث جابر في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم (ص/٨٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>