والتوكل على الله واجب من أعظم الواجبات، كما أن الإخلاص لله -تعالى- واجب، وقد أمر الله عباده بالتوكل عليه في كل أمر من أمورهم.
وهو عبادة من أعظم العبادات، قال تعالى: (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) (المائدة: ٢٣)
فقد أمر الله -عز وجل- عباده بالتوكل، والله لا يأمر إلا بما يحب، فلما كان التوكل محبوباً لله دل ذلك أنه عباده.
*ومن السنة: قوله صلى الله عليه وسلم في صفات السبعين الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب: (وعلى ربهم يتوكلون).
ووجه الدلالة:
لما عدَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- التوكل على الله من صفات أهل الجنة، دل ذلك على أنه عبادة لله عز وجل، فالعبادات هي الأسباب الموصلة إلى جنة الله عز وجل، بعد أن يتغمدنا الله -تعالى-برحمته.
وعليه نقول: لما ثبت أن التوكل عبادة، فإنه تجري عليه القاعدة التي تسير على كل العبادات:
(كل ما ثبت بالكتاب والسنة أنه عبادة، فصرفه لله توحيد، وصرفه لغير الله شرك)
*فإن قيل: التوكل على غير الله عز وجل، هل هو شرك أكبر أم شرك أصغر؟؟
فجوابه على تفصيل:
١ - الحالة الأولى: أن يكون شركاً أكبر، وهو أن يتوكل على أحد من الخلق فيما لا يقدر عليه إلا الله عزوجل، كجلب نفعٍ أو دفع ضرٍ.
٢ - الحالة الثانية: أن يكون شركاً أصغر:
إن اعتمد على مخلوق في أمر أقدره الله عز وجل عليه من جلب رزق أو دفع أذي أو قضاء حاجة من مصالح الدنيا، مع اعتقاده أن الأمر كله لله عز وجل، ولكن صرف جزءاً من توكله إلى هذا المخلوق، فهو شرك أصغر.
*سؤال: هل التوكل ينافي الأخذ بالأسباب؟
التوكل على الله -عز وجل- لا يعني ترك الأسباب ولا ينافي الأخذ بها، فإن الله الذي أمر بالتوكل عليه هو الذي أمر بالأخذ بالأسباب وتعاطيها، قال تعالى (وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ