للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن المسلمين إذا قالوا: القرآن كلام الله؛ لم يريدوا بذلك أن أصوات القارئين وحركاتهم قائمة بذات الله وإذا قالوا:

هذا الكلام حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم؛ لم يريدوا بذلك أن حركات المحدِّث وصوته قامت بذات النبي صلي الله عليه وسلم. (١)

وخير ما نختم به مسألة اللفظية:

*قال الذهبي:

والقرآن العظيم حروفه وألفاظه كلام رب العالمين غير مخلوق، وتلفظنا به وأصواتنا به من أعمالنا ا لمخلوقة، ولكن لمَّا كان الملفوظ لا يستقل إلا بتلفظنا والمتلو لا يسمع إلا بتلاوة تالٍ صعب فهم المسألة وعسر إفراز اللفظ الذي هو الملفوظ من اللفظ الذي يعني به التلفظ، والخوض في هذا خطر، نسأل الله السلامة في الدين، وفي المسألة بحوث طويلة الكف عنها أولي، وخاصة في هذه الأزمنة المزمنة. (٢)

*قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

وكان الأئمة الكبار يمنعون من إطلاق الألفاظ المبتدعة المجملة المشتبهة، لما فيها من لبس الحق بالباطل، مع ما توقعه من الإشتباه والفتنة، فإذا لم يكن اللفظ منقولاً

ولا معناه معقولاً ظهر الجفاء والأهواء، لذا قال مالك ر حمه الله" إذا قل العلم ظهر الجفاء وإذا قلت الآثار كثرت الأهواء". (٣)

حكم من قال بخلق القرآن:

أما تكفير من قال بخلق القرآن فقد ورد عن سائر أئمة السلف في عصر مالك والثوري ثم عصر ابن المبارك ووكيع ثم عصر الشافعي وعفان والقعنبي ثم عصر أحمد ابن حنبل وعلي بن المديني ثم عصر البخاري وأبي زرعة الرازي ثم عصر محمد بن نصر المروزي والنسائي ومحمد بن جرير وابن خزيمة. (٤)


(١) ذكره ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (١/ ٢٤٨)
(٢) وانظر سير أعلام النبلاء (١٣/ ١٠١)
(٣) وانظر درء تعارض العقل والنقل (١/ ٢٥٥)
(٤) العلو للعلي الغفار (ص/١٧٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>