(٢) وانظر السنة (ص/ ٦٧) * تنبيه مهم: هذا التقييد في قول أحمد -رحمه الله- في مسألة اللفظية مما قد غفل عنه من قد حكي قوله على الإطلاق. فما قد ورد عن أحمد من الإطلاق بأن اللفظية جهمية فهو محمول على من قصد منهم باللفظ الملفوظ، الذي هو القرآن نفسه، كما نقله عنه ابنه عبد الله والإمام البيهقي، وكذا ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية والذهبي، فقد قال شيخ الإسلام: ولهذا قال أحمد في بعض كلامه: من قال" لفظي بالقرآن مخلوق "، يريد به القرآن فهو جهمي احترازاً عما إذا أراد به فعله وصوته. = = وعليه فما ورد من إطلاقات الإمام أحمد على اللفظية إنهم جهمية فهو محمول على علمه أن هؤلاء إنما أرادوا التستر خلف هذه الكلمة للقول بخلق القرآن. وكذلك يقال فيما ورد عن الإمام أحمد من روايات مطلقة في تكفير اللفظية، فهي هذه الروايات ينبغي حملها على الرواية التي قال فيها: من قال لفظي بالقرآن مخلوق -يريد به القرآن-فهو كافر؛ فإن هذا التقييد قد حفظه عن أحمد ابنه عبد الله. * نقول: وفي الجملة فقد كان الإمام أحمد يغلق الباب فى مسألة اللفظية، لئلا يُتذرع بها الخلقية في فتنتهم، وقد اشتد أحمد كثيراً على الخلال لما نسب إليه القول بأن " لفظي بالقرآن غير مخلوق "، وأمره بمحوها؛ لأنه كان زمان فتنة، فأراد أحمد قطع الاستشراف في هذه المسألة من باب سد الذرائع. قال الذهبي: كان الإمام أحمد لا يرى الخوض في هذا البحث خوفاً من أن يتذرع به إلى القول بخلق القرآن، والكف عن هذا أولي. وانظر سير أعلام النبلاء (١١/ ٢٩٠) ودرء التعارض (١/ ٢٥١) وفتح البرية بتلخيص الحموية (ص/٨٢٠) والرسالة الواضحة (ص/٧١٣)