للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسانيد هذا الباب. (١)

... وفي ختام الكلام.....

*أقوال العلماء في فيما يستحقه من أنكر الرؤية:

قال أبو عبد الله الماجشون - وهو من أقران مالك - في كلام له:

فورب السماء والأرض ليجعل الله رؤيته يوم القيامة للمخلصين ثواباً، فتنضر بها وجوههم دون المجرمين، وتفلج بها حجتهم علي الجاحدين: جهم وشيعته، وهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون، لا يرونه كما زعموا أنه لا يُري. (٢)

قال ابن القيم:

اتفق الأنبياء وجميع الصحابة والأئمة على رؤية الله عز وجل، وأنكرها أهل البدع المارقون من الجهمية والفرعونية والرافضة والباطنية، وكل هؤلاء عن ربهم محجوبون و عن بابه مطرودون. (٣)

ذكر الخطيب البغدادي أن بشر المريسي لما مات لم يشهد جنازته من أهل العلم إلا عبيد الشونيزي، فلما رجع من الجنازة أقبل عليه أهل السنة والجماعة، قالوا:

يا عدو الله تنتحل السنة وتشهد جنازة المريسي؟!

قال: أنظروني حتى أخبركم، لما وضع في موضع الجنائز قمت في الصف، فقلت:

اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن برؤيتك في الآخرة، اللهم فاحجبه عن النظر إلى وجهك يوم ينظر إليك المؤمنون.

اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن بعذاب القبر، اللهم فعذّبه اليوم في قبره عذاباً لم تعذبه أحداً من العالمين.

اللهم عبدك هذا كان ينكر الميزان، اللهم فخفف ميزانه يوم القيامة.

اللهم عبدك هذا كان ينكر الشفاعة، اللهم فلا تشفع فيه أحداً من خلقك يوم القيامة.

قال: فسكتوا عنه وضحكوا. (٤)


(١) المصدر السابق (٦/ ٤٠١)
(٢) مجموع الفتاوى (٦/ ٥٠٠)
(٣) حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (ص/٢٨٥)
(٤) تاريخ بغداد (٥/ ٧٣١)

<<  <  ج: ص:  >  >>