أ) أما أهل التحريف: فهم الذين يدَّعون نزولاً لأشخاص وفق عقائدهم الباطلة، ومثال ذلك " القاديانية ": أتباع ميرزا غلام أحمد (ت: ١٩٠٨ م)، الذي ظهر في شبه القارة الهندية، وادَّعى النبوة، وأنه هو المسيح الذي ينزل في آخر الزمان، وادَّعى أن الأحاديث التي فيها إخبار بنزول عيسى إنما المقصود بها نزول مثيله، وأنه هو ذلك المثيل، وأن عيسى عليه السلام قد مات ودُفن في كشمير! ب) أما المنكرون لنزول المسيح: فيمثلهم ما يسمى بالمدرسة العقلية الحديثة، وهي مدرسة محمد عبده وتلاميذه ومنهم الشيخ رشيد رضا والشيخ المراغي والشيخ شلتوت رحم الله الجميع. فهؤلاء قد تمهَّروا في نهج المدرسة العقلية القديمة «المعتزلة»، وفي فلسفة القرن الثامن عشر والتاسع عشر، فلم تتسع الفلسفات المادية في تفكيرللإيمان بالمعجزات والخوارق من انشقاق البحر لموسى والعصا له، وآيات عيسى بن مريم -عليه السلام - ورفعه للسماء ونزوله وخروج الدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها وانشقاق القمر وغيرهما من الآيات. لذا فقد عمدوا إلى تأويلها في القرآن والتشكيك في أحاديثها. فتأولوا نزول المسيح بغلبة روحه وسر رسالته على الناس. بل قال صاحب مجلة المنار: " أن القول بنزول المسيح هى عقيدة أكثر النصارى، وقد حاولوا بثها في المسلمين " ومع هذا فلا بد من الاذعان للشيخ رشيد -رحمه الله- رضا في ذبه عن حياض الدين ضد الطاعنين فيه. وانظرلذلك: منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة (ص/٨٦٢)