للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاعتقاد، بل قد زعم الإجماع على أن أحاديث الآحاد لا تفيد عقيدة، ولا يصح الاعتماد عليها فى شأن المغيَّبات.

فهذا هو المسلك الأول: أنها غير قطعية الورود، وأما المسلك الثانى:

فقد ذكر الشيخ شلتوت أن الأثار فى ذلك ظنية الدلالة، وعليه فلا يجب حملها على ظاهرها، و لا يمتنع تأويلها.

ثم قال:

ومن ذلك أحاديث نزول المسيح، ولذا فقد أوَّلها بعض العلماء بأن المراد بها هو اندفاع الشر وظهور الخير!!

وقد نقل كذلك هذين المسلكين الشيخ رشيد رضا عن شيخه محمد عبده فى المنار وأقره عليهما. (١)

*والرد على ذلك أن يقال:

١ - أما الزعم أن الأثار الواردة فى نزول المسيح -عليه السلام- من أخبار الآحاد:

فكلام مردود على قائله؛ فقد سبق البيان قريباً أن هذه الأحاديث متواترة.

*ولو تنزلَّنا بأنها أحاديث آحاد فيقال:

أ- إن القول بأن أحاديث الآحاد لا ينبنى عليها مسائل الاعتقاد ونقل الإجماع على ذلك لا شك أنه كلام مردود بالكتاب والسنة وإجماع الأمة.

ب- إن أحاديث نزول المسيح - مروية فى الصحيحين، وتلقتها الأمة بالقبول خلفاً عن سلف، فتحتم الأخذ بها. (٢)

وسيأتى مزيد بيان عن اعتبار أخبار الآحاد فى الاعتقاد عند شرحنا للحديث الثالث والثلاثين "حديث بعث معاذ -رضى الله عنه- إلى اليمن".

٢ - وأما القول بتأويل بعض العلماء أن المراد بأحاديث نزول المسيح هو اندفاع الشر وظهور الخير، فلا شك أن هذا من التحريف البيِّن المخالف لصريح أحاديث


(١) وانظر كتاب "الفتاوى " للشيخ شتلوت (ص/٥٢) وتفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٣/ ٢٦١) ونظرة عابرة في مزاعم من ينكر نزول عيسى - عليه السلام - قبل الآخرة (ص/٥٢)
(٢) نظرة عابرة في مزاعم من ينكر نزول عيسى عليه السلام قبل الآخرة (ص/١١٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>