** الشفاعة في الاصطلاح:
التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة.
ومناسَبتها للاشتقاق ظاهرة؛ لأنك إذا توسّطتَ له صِرْتَ معه شفعًا تشفعه.
* والشفاعة تنقسم إلى قسمين:
شفاعة باطلة، وشفاعة صحيحة.
- أما الشفاعة الباطلة:
ما يتعلق به المشركون في أصنامهم؛ حيث يعبدونهم ويزعُمون أنهم شفعاء لهم عند الله؛ كما قال تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} [يونس: ١٨]، ويقولون: {مَا نَعْبُدُهُمْ إلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: ٣].
- وأما الشفاعة الصحيحة فهي ما جمعت شروطًا ثلاثة:
الأول: رضا الله - تعالى - عن الشافع.
الثاني: رضاه - تعالى - عن المشفوع له.
الثالث: إذنه - تعالى - بالشفاعة.
وهذه الشروط الثلاثة مجموعة في قوله تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى {[النجم: ٢٦]، وقال تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا} [طه: ١٠٩].
** أدلة الشفاعة:
أمّا من القرآن:
فقد ذُكِرت الشفاعة في كتاب الله -تعالى- في أكثرَ من عشرين موضعاً، منها:
قوله تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} [النجم: ٢٦]، وقوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا} [طه: ١٠٩].
وأدلة الشفاعة الواردة في القرآن تدل بمُجمَلها على ثبوت الشفاعة يوم القيامة.
مع العلم بأن كل نص قرآني يفيد نفي الشفاعة عن الكافرين فهو في ذاته دليلٌ على إثباتها لأهل التوحيد، كما في قوله تعالى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر: