للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القلب محفوظاً بتينك النعمتين، فلأي شيء دعا بالتثبيت؟! (١)

* ومما يؤيده أنها أصابع على الحقيقة:

ما روى جَابِر- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

: «إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يَقُولُ بِهِ هَكَذَا» (٢)

وفى رواية ابن منده قال:

وصف سفيان الثوري بالسبابة والوسطى فحركهما، وهذا حديث ثابت باتفاق. (٣) *قلت:

فى إشارة النبي - صلى الله عليه وسلم- حال ذكره للأصابع دلالة على أنها صفة لله على الحقيقة، على ما يليق به سبحانه، فتصان الأذهان عن الخيالات الباطلة، وتقف الأفكار عن الظنون العاطلة. (٤)

ولذا تراهم لما عجزوا عن توجيه حديث (يحمل الأرض على إصبع، وكذا على إصبع) على ما يوافق تأويلهم؛ لأن الإصبع هنا لا يستقيم أن يكون بمعنى النعمة، فقد عمدوا إلى إنكار الحديث.

* وأما رمى المخالفين لأهل السنة المثبتين للصفات بأنهم حشوية مجسمة!! (٥)

فجوابه:

كما قال ابن القيم:

كم ذَا توسلتم بِلَفْظ الْجِسْم والتـ؛؛؛ جسيم للتعطيل والكفران


(١) وانظر الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية (١/ ٥٢) وتأويل محتلف الحديث (ص/٣٠٢)
(٢) أخرجه الحاكم (٤١٣٠)، وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبى.
(٣) وانظر الرد على الجهمية (ص/٤٧) ومذهب أهل التفويض (ص/٤٣٠)
(٤) قلت:
وأما حكم الإشارة في أحاديث الصفات فقد بيَّناه وفصَّلناه فى شرحنا على حديث "البشارة شرح حديث الإشارة "
(٥) الجهمية والمعتزلة إلى اليوم يسمُّون من أثبت شيئًا من الصفات مشبهًا ـ كذبًا منهم وافتراء ـ حتى إن منهم من غلا ورمى الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم بذلك، حتى قال ثُمَامة بن أشرس من رؤساء الجهمية:
«ثلاثة من الأنبياء مشبهة، موسى حيث قال: {إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ} [الأعراف: ١٥٥]، وعيسى حيث قال:
{تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} [المائدة: ١١٦]، ومحمد حيث قال: «ينزل ربنا».
وانظر الفتوى الحموية الكبرى ضمن مجموع الفتاوى (٥/ ١١٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>