=الجهمية المعطلة نفاة صفة الكلام، هم كفار نوعاً وعيناً، كما أنهم خارجون عن الثنتين وسبعين فرقة، فهم زنادقة كفار بإجماع العلماء. أما المعتزلة: فهم لم ينفوا كلام الله صراحة، بل قالوا: كلم الله موسي ولكن جعلوا كلام الله مخلوقاً، فهذه شبهة قد منعت من تكفيرهم، وإن كان الخلاف قائماً في جعلهم ضمن فرق الأمة، والراجح. أنهم ضمن فرق الأمة، وذلك لأن التأويل من موانع التكفير. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: المتأول الذي قصده متابعة الرسول لا يكفر، بل ولا يفسق إذا اجتهد فأخطأ. وهذا مشهور عند الناس في= =المسائل العملية. وأما مسائل العقائد فكثير من الناس كفَّر المخطئين فيها، وهذا القول لا يعرف عن أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولا عن أحد من أئمة المسلمين، وإنما هو في الأصل من أقوال أهل البدع، الذين يبتدعون بدعة ويكفرون من خالفهم، كالخوارج والمعتزلة والجهمية. وانظر منهاج السنة النبوية (٥/ ١٢٣). وهذا يوضح لنا الجمع بين قول أحمد بن حنبل بتكفير من قال بخلق القرآن، مع عدم تكفيره لأعيان المعتزلة القائلين بذلك، وعدم خروجه على المأمون وقتاله إياه.