للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلانا إلا إذا تقابلا ورأى أحدهما الآخر. (١)

وقد نقلنا آنفا الإجماع الذي نقله ابن القيم على أن اللقاء متي نسب إلى الحي السليم من العمى والمانع اقتضى المعاينة والرؤية.

*ختاماً: رؤية النساء لربهم في الجنة:

الصحيح من أقوال أهل العلم في ذلك هو أن النساء يرين الله -عز وجل- في الجنة، والدليل على ذلك عموم النصوص؛ فإن النصوص التي في إثبات الرؤية مثل:

قوله تعالى: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: ٣٥] وقوله: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: ٢٦]، تدل على دخول المؤمنات في الجنة في هذه الرؤية؛ لأن العموم يشملهنَّ.

وأما قوله تعالى {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى} [يونس: ٢٦]، وإن كان قد ورد الذين بصيغة المذكر، فتدخل النساء أيضاً؛ إن مسألة دخول النساء في عموم النصوص الواردة بصيغة الذكور، مسألة معروفة ومشهورة عند أهل العلم، وهناك نصوص تدل على دخولهن في العموم، ومن ذلك قول الله سبحانه وتعالى عن مريم في سورة التحريم: {وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} [التحريم: ١٢].

والقانتين: جمع مذكر سالم لقانت، فجعلها داخلة في عموم جمع المذكر السالم.

* قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

الدليل على أنهن يرينه أن النصوص المخبرة بالرؤية في الآخرة للمؤمنين تشمل النساء لفظاً ومعنى، ولم يعارض هذا العموم ما يقتضي إخراجهن من ذلك فيجب القول بالدليل السالم عن المعارض المقاوم. (٢)

* وقال رحمه الله:

وأما حديث ابن مسعود ففي جميع طرقه - مرفوعها وموقوفها -التصريح أن النساء يرين ربهم في الأعياد؛ وإسناد حديث ابن مسعود أجود من جميع


(١) ذكره خليل هراس في تعليقاته على كتاب التوحيد لابن خزيمة (ص/١٦٨).
(٢) مجموع الفتاوى (٦/ ٤٣٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>