ومن جملتها: " الله - الغفور- الرحيم - التواب.... "، وهذا هو توحيد الألوهية.
*توحيد الألوهية رأس الأمر وذروة سنامه:
فتوحيد الألوهية هو الذي وقع فيه شرك غالب البشر، إذ إن المشركين كانوا يعترفون بأن الله -تعالى- هو الخالق لجميع الموجودات، ومعلوم أن الأنبياء والرسل قد جاؤوا بتقرير توحيد الربوبية، ففي القرآن المجيد أدلة قاطعة في إثباته، ولكن إذا تأملت عموم كتب الأنبياء، والقرآن خصوصاً وجدتها قد جعلت إثبات توحيد العبادة هو قطب الرحى، فهو أساس دعوة القرآن، وهو خلاصة معنى لا إله إلا الله، يقول تعالى (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)
فبعثة الرسل إنما كانت لتقرير توحيد العبادة، لا الإثبات أنه تعالى خالق لجميع المخلوقات فقط، إذ المشركون كانوا يقرون بالخالقية لله وحده.
ولهذا وردت آيات من القرآن في تقرير انفراده تعالى بالخلق بصيغة الاستفهام الإنكاري؛ لأن المشركين لم ينكروا ذلك بل يعترفون به، قال تعالى:
فهذه الآيات تشير إلى أن المشركين لم يجعلوا مع الله -تعالى- شركاء في خلقه للسماوات والأرض، ومثلهم النصارى عندما أشركوا بالمسيح ومريم عليهما السلام، وكذلك الذين أشركوا بالكواكب والملائكة لم يعتقدوا أنها الرازق المحيي المميت، بل جعلوها شريكا مع الله تعالى في عبادتهم واتخذوها شفعاء، كما حكى الله تعالى قولهم:(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ)(يونس: ١٨)(١)